أيها القاسى
شعر / سعاد الصباح ..
أَنْتَ .. يَا مَنْ كُنْتَ فِى لَيْلِى مَصَابِيْحَ النَّهَارْ
أَنْتَ .. يَا مَنْ كُنْتَ فِى صَحَرَاءِ أَيَّامِى اخْضِرَارْ
لا تَسَلْنِى عَنْ هُمُومِى فَهِى مِنْ عَيْرِ قَرَارْ
لا تَسَلْنِى عَنْ دُمًوعِى إِنَّهَا دَمٌ وَنَارْ
تَلتَقِى فِيْهَا البَرَاكِيْنُ بِأَمْوَاجِ البِحَارْ
وَأَنَا أرْخِى ابْيِسَامَاتِى عَلَى الحُزْنِ سِتَارْ
بَعدَ أَنْ ضَيَّعَتْ الأيَّامُ أَحْلاَمِى الكِبَارْ
وَذوِى الوَرْدِ مِنَ الرِّبْوَةِ ، وَالعُصْفُورُ طَارْ
وَغَدًا الفِردَوْس مِنْ بَعْدِكَ تِيْهًا وَقفَارْ
لا تَسَلْنِى مَاتَتِ الألْفَاظُ .. وَانْفَضَّ الحِوَارْ
وَأَحَاطَ الشَّجَنُ الضَّارِى بِقَلْبِى كَالسِّوَارْ
وَغَدًا بَيْنِى وَبَيْنَ الدَّهْرِ مِنْ بَعْدِكَ ثَارْ
أَيُّهَا القَاسِى .. الذِى اسْتَحْكَمَ فِى القَلْبِ ، فَجَارْ
إِنَّ قَلْبِى لَكَ فِى صَبْوَتِهِ .. أَكْرَمُ دَارْ
إِنَّهُ رَوْضٌ زَكِىُ الزَّهْرِ ، قُدْسِىُّ السِّمَارْ
إِنَّهُ يَحْيَا عَلَى حُلْمِ لِقَانَا فِى انْتِظَارْ
فَالبَدَار الآنَ يَا رُوحِى ، إِلَى اللقْيَا البَدَارْ
فَالبَدَار الآنَ يَا رُوحِى إِلَى حُضْنِى .. البَدارْ .
***