السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
تسعد نفسك و تبتهج عندما ترى وردة متفتحة ...
قد ملأ عبقها و شذاها المكان ...
و تزداد نفسك نشوةً عندما تقترب منها ...
و تشم ريحها بــ شهيق يملأ جوفك ...
و تسلهم عينيك انتعاشاً من شذا عطرها ...
و تُتمتم شفتيك بـــ الثناء لــ خالقها ...
بما أودع فيها من العبير العاطر و زاهي الألوان ...
و يتسلل الى نفسك شعور ...
أن هذه الوردة قد أروى عروقها شيء أحياها ...
و بث فيها شذا العطر و ألوان الجمال ...
و تخاف عليها ان يُهملها الساقي فــ تذبل بين يديه ...
و يذهب بهاؤها و صفاؤها و شذا عطرها ...
فــ تجف اوراقها و ييبس عودها ...!!!
ثم تنكسر و تموت ...
آليس هذا شعوركم آيها القراء ...؟؟؟
فــ كم من وردة ذابلة في بيوتنا ...؟؟؟
لا ترعاها يدٌ و لا يحس بها أحد ...!!!
و هي قد عطشت عروقها و جفت روحها ...
و احترق جوفها بــ صمت و سكون ...
فــ أدركوها قبل أن تموت ...!!!
إنهن فتيات في بيوتنا كــ الورود ...
ترى في وجه إحداهن تفتح الورد و بهاء الزهور ...
و قد فاحت أطيابها و روائحها الزاكية تملأ المكان ...
تُسعد من حولها بـــ ابتسامتها و حلو كلامها ...
و يُخيل إليك انها من اسعد الناس ...
و أنها "جوهرة" بين الالماس ...
مع ما في عينيها من حيرة و حزن عميق ...
قد أحاط بــ كل مشاعرها ...!!!
و ترى ابتسامة تخفي خلفها همّا جاثما على صدرها ...!!!
قد كبّل فرحتها ...!!! و وأد ابتهاجها ...!!!
بل تضم جحيما يستعر بين أضلاعها ...
كـــ الشمعة يلتهب فتيلها لــ يحرق قلبها ...
كي تُضيء لمن حولها ...
فــ هم ينعمون بــ نورها و وهجها ...
و لا يشعرون بـــ ما تكتوي به ...
من صلو النار ... و لفح العذاب ...
ثم ماذا بعد ...؟؟
ما إن تلامس وجدانها بــ لمسة حنان ...
إلا و تبوح لك بــ بركان من >>>
الأحزان و الآلام و الآهات ...
المردومة تحت حطام مشاعرها ...!!!
و قد انهمر دمعٌ على خديها طالما أروى وسادتها ...
في سكون الليل و هجيع الأنام ...
على حين غفلة من أهلها ...
قد تفطرت كبدها من البكاء ...
و اشتكى الصمت من نشيجها و أنينها ...
فــ لاتجد من يمسح دمعتها ...!!!
و لا من يسقي جفاف روحها ...!!!
و لا من يضم قلبها الصغير ...!!!
و يحتويه بــ كل مافيه من الأحزان و الآلام ...!!!
لا تجد حضناً دافئاً ترمي به كل همومها ...!!!
إنها " أشواق " محطمة ...
و مشاعر مبعثرة و آمال ممزقة ...
كانت "جوهرة" تتلألأ ...
فــ أصبحت خُردة يعلوها الصدأ ...
زفرات من الألم و الحزن و الجراح ...
اجتمعت بين جنبات وردة ذابلة ...
تحتاج من >>> يداوي جرحها ...
و يخفف ألمها ...
و يبدد حزنها ...
بــ قُبلة حب و لمسة حنان ...
إنها وردة تُزهي ألوانها و يفوح عطرها ...
بــ سُقيا الحنان و الحب ...
و تذبل و تموت عندما تُترك >>>
لــ ساقي الوحدة و الوحشة و البُعد ...
فــ أدركوها قبل أن تموت ...
شجون قلب ...
و أحرف قلم ...
ابثها و اسطرها...
لــ كل أب و أم و أخ ...
عنده من هذه الورود الذابلة ...
أن يرعاها بــ دفء أحضانه و محبته ...
و يسقيها بــ حنان قلبه و وجدانه ...
و يحوطها بــ قربه و عطفه ...
ورودنا >>> تحتاج من يضمها الى صدره ...
و يغمرها بــ الأمان و الحنان ...
تحتاج من يمسح دمعتها ...
تحتاج أن تحس بــ قربك و حبك و عطفك ...
و رودنا تحتاج من يشم ريحها و يستنشق شذا عطرها ...
تحتاج من يُداعب شعرها بــ أنامله ...
و يُبهج قلبها بــ ابتسامته ...
تحتاج من يسمع همسها و أنينها ...
تحتاج قلبا يحوطها بــ كل مشاعره ...
حتى لا تذبل و تموت ...
و إن لم يكن ذلك ..؟؟؟
فســ تجد من يُسقيها >>> زيف الحب و الحنان ...
لــ تُصبح رهينة في يده ...
حتى إذا أسرضعفها و قلبها >>>
خدش عفتها وطهارتها ...
و مزّق فؤادها و جنانها ...
و أوقد في قلبها حُرقة ...
و في فكرها شتاتاً و حيرة ...
فـــ لا تجد خلاصاً ...!!!
الا ان تُزهق نفسها لــ ترتاح من دناءة دُنياها ...
فـــ و الله ... لولا الله و الإيمان بـ الله و الخوف من الله ...
لــ رأيت ازهاقاً للــ أنفس و الأرواح ...
مما تعيشه تلك الورود من ...
الهم و الحزن و الألم و الضيق الذي ملأ قلبها و جنانها ...
يوم فـقدت الحنان و الحب و الأمل ...
فـــ أدركوها قبل أن تموت ...!!!
فــ كم عانت بيوتنا من إهمالنا لـــ سُقيا و رداتنا ...!!!
من حبنا و حنانا .
[img][/img]